xdodox :: عـضـو ذهـبـي ::
تاريخ الانضمام : 17/09/2010
عدد المساهمات : 51
المستوى : 129
الـجـنـس :
علم الدوله :
| موضوع: قصة الحطاب الثلاثاء نوفمبر 30, 2010 5:57 pm | |
| قيل لي أن حطاباً كان يسكن بإحدى البلدان وفي كل صباح يغدو إلى الغابة بفأسه فيتحطب ثم يحملها إلى سوق المدينة فيبيعها ويطعم بقيمتها زوجته وأولاده وفي صباح يوم ذهب إلى الغابة على جاري عادته جاءه شخص وقال له : يا أخي أزعجتنا بهذا الصوت فكف عن قطع هذا الخشب قال الحطاب : ومن أين نأكل أنا وزوجتي وأولادي قال : أنا أعوضك عن الحطب قال الحطاب : وبماذا تعوضني قال رجل الغابة : أعطيك هذه الشاه التي ضرعٌ منها يجلب العسل والآخر يجلب لبن قال الحطاب : انا موافق إذا كان كلامك صحيحاً فأعطاه الشاه وانصرف بها ولما وصل الحطاب إلى بيته أخبر زوجته بالقصة وأمرها بحلب الشاه فحلبتها فوجدت كلام الرجل صحيحاً وفي الصباح أخذ الحطاب الشاه وأعطاها الراعي ليرعاها مع أغنام أهل البلد وقال له : لا تطمع في الشاه وتأخذها لأن شقاً منها يجلب عسلاً والآخر يجلب لبناً فقال الراعي : معاذ الله أن أفعل ذلك ، ولما حلبها وجد كلامه صحيحاً فطمع فيها وأخفاها وأتى له بشاه شبيهة لها ولما أتت امرأة الحطاب تحلب الشاه وجدتها شاه عادية فأخبرت زوجها فذهب للراعي وطالبه بشاته الأصلية قال له الراعي : هذه هيا شاتك الأصلية وفي الصباح ذهب واشتكاه لدى القاضي فحضر الراعي للقاضي وقال له : هذا مجنون فهل سمعتم يا فضيلة القاضي بشاه تحلب لبناً وعسلاً فحكم القاضي على الحطاب وانصرف وفي اليوم التالي ذهب الحطاب إلى الغابة وأخذ يضرب بالفأس فأتاه الرجل وقال له : ألم نتفق على أن لا تعود هنا قال : لقد نُهبت الشاه التي أعطيتني إياها وعدت إلى صنعتي قال الرجل : خذ هذا المكيال وإذا احتجت قل امتلئ ذهباً فيمتلئ ذهباً وأحرص أن تفرط فيه . فأخذه الحطاب إلى زوجته وجرباه فوجداه صحيحا فقال لامرأته : هات لنا ماعوناً من عند الجيران نضع فيه الذهب حتى أنزل إلى السوق واشتري مواعين فذهبت إلى جارتها وقالت لها : أعطيني ماعونا وسأعيده لك فأعطتها ماعونا وألصقت في قاعه صمغاً لترى ماذا سيضعون في الماعون ولما أعادت لها جارتها الماعون رأت في قاعه جنيهٌ من الذهب فأخذته وذهبت إلى زوجة الحطاب وقالت : لقد لقيت هذا في الماعون وهو من مالكم قالت لها أمرأة الحطاب : خذيه يا أختي وكبشت لها من الذهب وقالت لها : وهذا زيادة والحمد لله خير ربي كثير قالت لها جارتها : ومن أين لكم هذا ، فأخبرتها بالقصة . وفي الصباح من اليوم التالي جاءت تستعير منها المكيال فأعطته لها وقالت : كيلوا به ولا تطلبوا منه ذهباً ، قالت : سنكيل به فقط ونعيده لكم في الحال ولما جربته وجدت كلامها صحيحاً فطمعت فيه ثم أعادت لها مكيالاً مشابهاً له فلما طلب منه الحطاب وزوجته لم يحصلا منه على شيء وعرفا أن جارتهم بدلته ولكن ما جدوى الشكوى وفي صباح اليوم التالي عاد إلى غابته وبدا يضرب الأغصان بفأسه فأتا الرجل ولامه وأعطاه سفره وقال له : أي طعام تشتهيه فاطلبه من هذه السفره وستجده بها في الحال فذهب إلى بيته وطلبا من السفره طعاما فحضر لهم في الحال وتسرب أمر السفره حتى وصل إلى والي البلده فانتزعها منه وقال له : هذه السفره تصلح للملوك وليست للصعاليك . وفي الصباح عاد إلى غابته فقابله الرجل وقال له : لقد تعبت معك ولكن خذ هذا السوط واقفل على نفسك في حجرة وقل له املأ الحجرة ذهباً ولا تدع أحداً يفتح باب الحجرة مهما حدث من أصوات حتى يملاً هذا السوط الحجرة بالذهب فشكره الحطاب ومضى فقفل على نفسه في الحجرة وحذر زوجته وأولاده من فتح الحجرة مهما سمعوا من أصوات وقال : يا سوط أملأ الحجرة ذهباً فتحول السوط إلى مارد وأخذ يضرب الحطاب حتى غشي عليه من شدة الضرب وعاد السوط إلى حالته ولما أفاق الحطاب من غشيته طرق باب الحجرة من الداخل ففتحت له زوجته الباب وهي تبحث في الحجرة عن الذهب ولكن الحطاب أخبر زوجته بما حدث له وقال : سأرمي بهذا السوط اللعين فقالت له زوجته : كلا فهذا السوط هو الذي سيرد كل ما أُخذ منا أذهب إلى الراعي وأعطه هذا السوط وقل له هش به على غنمك ولا تقل له أعطني ذهباً فيعطيك الذهب ولا تطمع فيه كما طمعت في الشاه . فأخذ الحطاب السوط وذهب إلى الراعي وقال له ما قالته زوجته فقال الراعي : لا تخف يا صديقي وأخذ السوط وهو فرحان وعندما عاد إلى بيته قفل الباب على نفسه وأوصى زوجته ألا تفتح الباب مهما جرى وقال للسوط : أملأ الحجرة ذهباً فخرج له المارد فضربه حتى أغشي عليه وأثناء ذلك ذهب الحطاب واسترجع شاته وسوطه والراعي مغشا عليه فعمل الحطاب ذلك مع جارته واسترجع المكيال ، وصنع ذلك مع الوالي واسترجع السفره بعد علقة ساخنة وقال الحطاب لزوجته : وأخيرا إسترجعنا كل مدخراتنا فدعينا نرحل من هذه البلده فرحلوا هم وأولادهم وانتقلوا إلى بلدة أخرى بعيدة وعاشوا في رغد وسلام مستمتعين بهذه الكنوز الغالية أما السوط فقد وضعه في دولاب وقفل عليه وأخفى مفتاحه في جيبه عله يحتاجه في يوم من الأيام وتوتا توتا خلصة الحتوته
| |
|